دموعٌ على جدار الغربه
جاء الولدُ .......... جاء الولدُ
زغردّن نساء الحى فى فرحٍ
أطل على الشيخ من بعد سنين الصبر الولدُ
وبانت أسنان الشيخ أخيراً ضحكاً
وجلس الأبُ الشيخ يمنى النفس
ومن أقصى الحى مهرولاً جاء الجَدُ
يتسآءل فى فرحٍ أين حفيدى؟؟
أين هو الآتى من بعد اليأس ؟؟
وبكى الجَدُ فَرِحاً عند رؤيته الولدُ
الآن الآن
أرتاحُ من طول السفرِ !!!
وعيناىّ تَقِرُ بإطلالة أثرى
وخرافٌ ذُبِحتْ وعُجُولاً قد ذبحوا
وحلقاتٍ حلقات
على الذادِِ ,,,,,,,,,,
تجمّع كلُ الجيران وأهل البلدِ
وخدم القوم على بعضٍ
وخيراتٌ جاءت فى مددٍ
وكان الولدُ فى خِدر الأمِ
ينامُ على المهدِ
وكان صغيراً... صغيراً....
كأنما نَفَْسٌ بلا جسدُ !!!!
والشيخُ يراهُ كبيراً كبيراً
ويراهُ له السندُ.......
وكلمحِ البصر مرت أيام الفرح الحُلوةُ على البلدِ
وأرتاح الناسُ من الهمس ...
ألن يأتى للشيخ الولدُ ؟؟؟
ومرّ العامُ وتلاهُ العامُ وكَبُرَ الولد ,,,
وأضحى فى عين الشيخِ الرجلُ
كان شقياً مغروراً لايعرف كيف يكونُ الأدب!!!!
والتدليل أضّر به وأساء لتاريخ
الشيخِ الناصع ولسيرة هذا الجَد
وكرِه الصبيةُ فى الحى هذا المغرور الوغدُ
فما يَظِنُ نفسه أوماذا يعتقِدُ ؟؟؟
صار وحيداً منبوذاً مكروها
وأُدخل مدرسةِ الحى فما أجدى وفشل !!
وزُجَ به فى الخلوة علّ القرآن يهذبهُ
فما حصل .....
وكبُرَتْ أحزان الشيخ وضاق بالصبر وبالجَلَْدِ
والولد يكبر
ويذدادُ غروراً فما إمتدت إليه يدٌ
تؤدبه ولا تجدى معه كلمات الهَدْى
واخيراً جاء الولدُ
مخموراً سكراناً فى حضرة والده
والقوم فى جلستهم وذكر الله يدور
ونطق الولد المخمور!!!!!!!!!!
وليته لو كان سكت ,,,,,,,,,,,,,
وهو السكراااانُ
ماهذا ؟؟ ماهذا الجهل ؟؟؟
ألم تجدوا شيئاً أجدى من هذا ؟؟؟
وذَهل القوم........
وسكتوا ,,,,,,,,,
وأحتاروا !!!!!!
وهمسوا
أهذا ولد الشيخ ؟؟
أهذا من صلب الشيخ؟؟
أهذا من غرس الشيخ ؟؟
أرمادٌ يخرُجُ من نارٍ سبحااان الأحد !!!!!
وبكى الشيخُ بحُرقةٍ وهو يهمس فى ألمٍ :
ليتك لم تأت ,,, ليتك لم تُولد
ليتك مِتَ صغيراً فى المهد
والمعّنىّ سكراانٌ سكراانٌ لايفهم
ووقع الشيخُ يعانى ألماً أقرب لسَكْراتِ الموتْ
وهُرع الناسُ أين علاجُ الشيخ ؟؟
وبكت قريتنا تلك الليلة خوفاَ
على الشيخِ من الموت!!!
ومن وجعته من بعدِ غدٍ أفاق الشيخ
ونادى الشيخ على الولد وخرج الفوم
وتحدث طويلاً مع هذا العاصى يهديه
ويزجُرَ هذا الضَلُّ الكافرَ فيه
وأفاق الولد ...
وبكى وأحس بخوفٍ يحويه
كأن لم يسمع من قبلُ كلام أبيه
ومدّ يداه
إلى الشيخ ليوقع بيديه على العهد .....
ومسح الشيخ بيديه على رأس الولد
وهمس بدعواتٍ لم يسمعها أحدٌ
من أهل البلدِ
وقام الشيخ ومعه الولدُ
لحلقات الذِكر ليشهد
وإنصلح الحال وبات الولد
أبرّ الناس بأهل البلدِ
وكبُرالولد فى أعين أهل البلد .....
وفكّ الخط...
وتعلم كيف يكون الشُكرُ وكيف يكونُ الحمد
وسافر فى دنيا الله الواسعة بلا حد
هاجر وتغرّب فتانا عن الدار وعن البلدِ
وطالت غربته
وفى شوقٍ نادى الشيخ
أن عُدْ ياولدى
ففسحة عمرى قد ضاقت
وبُنيان الحيل المشدود أياولدى
من ضَرَبات الزمن ,,,قد إنْهد ,,,,,!!!
وقام الولدُ يجهزُ
ويحزِّمُ أمتعته للعودةِ
ليُفْرِحَ أهل البلد بهداياه ومن غربته بالمحصول
وقبل السفرِ بأيامٍ
.......................................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ببعض التعبِ أحسّ الولد
أحسّ بإرهاق وبأن قوآه تخووور
ودخل المشفى ليُعالج .......
وأطباءٌ أرتالاً أرتالاً عليه يمرون
يتهامسون ,,,, وهم مشفقون
هذا منكوبٌ بالسرطان !!!!!!
هذا مسكونٌ بالأحزان !!!
هذا مسكينٌ لنْ يشفى والباقى ساعات
وفتانا فى بحرٍ من دمعٍ غرقان
وسويعاتٌ ورحل الولد البارُ بأهل البلدِ
( ولاتدرين يانفسُ يأى أرضٍ تموتين )
وولولتِ الغربةُ وبكت
هذا الولد الراحل بلا سندٍ
وعلى جُدِْرِ الغربةِ مدراراً سال الدمعُ
وجرفت أفراح الناس وكساها بالحُزنِ
والتاريخُ توقف عند محطته وتجمّد
فلا يأتيه من المخزون المددُ
وهناااك
هناك بعيداًىوقع الخبرُ على أهلِ البلدِ
كصاعقةٍ يحملها ريحٌ ويلهلبها برقُ
أمات فتانا ؟؟ أمات الأمل المرجوُ لقريتنا ؟؟
ألن ترهُ ثانيةً أعيننا ؟؟
أرحل !!
ومنه ما بلَّ الشيخ صداه !!
أمات وحيداً فى غربته ووُرىّ ثراه ؟؟
ومارجع شتات الروح ولا الجسد !!
حتى محمولاً فى نعشٍ لتراب البلدِ !!
ماهذا ؟ كيف يغيب ؟ وكيف يموت ؟؟
وهلك الناس سُدىً أوكادوا........
وبعد ليالِ المأتم قام الشيخ وماكاد
وحمد الله وبثناءٍ والاه ولمولاه سجد
ودخل على أم الولد وحول الأم
الخالةُ والعمةُ وكل نساء الحى وبنات البلدِ
والدمع يسيلُ كنهرٍ فيه النسوةُ غرقىّ
وصبّرها وخرج !!!!!
وفى بهو البيت رأى .....
أمتعة الفتى وقد وصلت
وخرّ الشيخ ,,, وضاع الصبر!!
وماقام الشيخُ من رقدته أبداً
ووُرِىَّ الشيخ مع أمتعة الفتى فى ذات اليوم
وكست قريتنا أثواب حدادٍ
أشدّ من الليل سوادا
ورحلت أفراحُ الدنيا عنا وعن قريتنا أبدا
وكفر القوم من أهلى بالغربةِ وبالمال الآتى منها
إن كان نتاجُ الغربةِ كذا أمرٌ جللُ
فكم من آمآل فى ديارِ الغربةِ قد فُقدت
كانوا كأشعة نورٍ لكن قبل أوآنٍ قد خبأت
ولوكان على كفافٍ فلنحيا ولنبقى فى هذا البلد
ويُوارى منا من مات فى ثرى هذا البلدِ !!!!