كتب الىّ معزياً ومواسيا وفى حروف رسالته كلام
ياصديقى أشاطرك الأحزانُ فى موت أحلامك موتاً رؤام
كلانا ماتت الآمال فيه وما وصل ابداً أو دنا يوماً للمرام
رحلتَ عنى ياعزيزى تبحث عن وهمِ وحين بقيتُ أنا كنت الملام
كانت مودتنا ياعزيزى دائماَ فوق لحظاتِ عتابٍ أو خِصــــــام
كنا كفرعى زيتونةِ تحركنا النسائم فنتعـــــانق فى وئـــــــام
فتركتنى برحيلك مكسور الجناح أبكى على ماقد فات من أيام
وبقيت وحدى فوق حد سيف الزمن العصى يجرحنى الظلام
وكان الوعد منك أن تعود قبل الحولِ وها قد مرت الأعوام
أرضيت بديارالبعد عنا أم خًجٍلتَ العودَ وما تحققت احــــلام
ياعزيزى عُد الينا فما نفعُ البُعد إن كان وعدنا ونصيبنا الألآم
حاولت رد خطابه وعزائه فما طاوعتنى فى الكتابة الأقلام
ناح الزمان وولولت الليالى ومن الوجع الذى بى أنّتِ الأيام
رُمتُ ياأغلى الناس برحيلى من أيامى وليالىّ ألاّ أضـــام
وأن أعود يوما حاملا ورداً ينثر طيبه وعبيره عليكم الأنسام
فلا ورداً حملتُ معى ياعزيزى ولا للأياب والعود حُلت الأقدام
ياحبيبى كُفّ عنى تعازيك فإننى اضحيت ذياك الحطــــام
هدنى ذكرى المغيبُ على الشواطئ سماءٌ يعانقه شفقٌ ناذف دام
كل الذى كان حلواَ صار مبكياً كتعانق الثكلى مع الأيــــتــــام
وبِتُ وحدى ايضاً انا فى غربتى أكابد الأحزان والأسقــــام
يؤرق هجعتى من ذكراكم طيف ويقلق راحتى كيف ومتى الختام
ياعزيزى دعنى فى أساىّ وغربتى فما يجدى الرجوع لمن أضحى حطام
ودع الليالى تفعل فينا ماتشاء فقد تعودنا على غرز السهام
وما عاد يؤلمنا الجراح ولا نحُس وما عاد يهمنا تتابع الأعوام