قسم الطوارئ !!



هو قسم يختص بالحالات الطارئة

ومن بعدها يتعافى المريض ويذهب إلى منزله!!

هذا ما كنت أتوقعه عن ذلك القسم !!

وكنت استغرب خالي حينما اخبرني عن الطوارئ

قائلاً: " الدكتور لو عايزين يعاقبوهو يختوهو في الطوارئ "

حقاً كلامه كان يخفيني لأنني لم أخضها يوماً

ولكن حين خضتُ التجربة

أيقنت فعلا ما معنى كلمة طوارئ !!

لا أخفيكم سراً كانت الأيام الأولى تخفيني جداً ..

هو مكان مليْ بالمآسي .. ترى أطفال رضّع يبكون .. ومصابون .. ونساء ورجالا كبار لا يستطيعون الحراك !!

أيامي الأولى كانت صعبة لأنني عشت مع معظم المرضى مرضهم وحالتهم النفسية !!!

أراهم يصرخون .. وآخرون لا يدركون ما حولهم

أولهم كان

(( أميـــر ))

أتى بحالة " صرع " نراه يحرك يديه ورأسه نتحدث إليه ولكنه لا يجب !!

وقامت الدكتورة بالتحدث بصوت عالي ومن ثم إمساك يديه وحينها بدأ يؤشر بيديه ويتحدث بكلمات لم نفهمها !!

كان يشير إلى رأسه انه يؤلمه جداً

ومن ثم قامت الممرضة باللازم .

ومن بعدها انتقلنا إلى

(( محمـد ))

كان يعاني من " الربو "

كنت أنا وصديقتي مسئولات عن حالته

حقاً
تألمت من أجلة .. فهو لم يتجاوز السابعة عشره .. وكان يتنفس بطريقة تؤلم
كل من ينظر إليه ..وكان يتحدث إلى أبيه بصوت عالي وهو يتألم : " لسه باقي ربع ساعة أنا ماقاااااااادر أتحمل والله مابقدر "

و كان ينظر إلي وعيناه مليئة بالكلام والألم وكأنه يخبرني " أعطيني أي شي أريد أن أعيش أريد أن أتنفس "

ومن بعدها انتهت جرعاته وذهب إلى منزله .

ومن بعدها انتقلنا إلى

(( خاله فاطمة ))

أمراءه تجاوزت السبعين من عمرها .. جاءت إلى المستشفى لوحدها من دون مرافق !!!!

أحزنني جداً وضعها أين بناتها أو أولادها أو حتى جيرانها ؟؟!!!!

أدخلناها إلى قسم الطوارئ وبدأنا بالكشف عليها

حقيقة استمتعت جدا وأنا اخذ منها الـ ((history ))

لأنها كانت كل خمسة دقائق تقول : ( الله يسعدكم .. الله يهنيكم .. الله يوفقكم .. الله يستر عليكم )

حقا أمراءه رائعة ..



وبعدها انتقلت إلى

(( أبو عقلة ))

اعتبره عمي .. تقريبا تجاوز الأربعين من عمره

وأسعدني حقا انه سوداني ود بلد وأحزنني انه مصاب بالملا ريا

الله يشفيك يا عمي .


وبعدها انتقلنا الى

((محمد))

لم يتجاوز الثامنة عشره من عمره .. سقطت قطعة من حديد على رأسه!!!

واصبح بعدها يعاني من اغماءت كثيره .. وبعد مايفيق منها لايعرف احداً من اهله الا بعد مضي نصف ساعة !!

لم نمكث معه كثير لان حالته كانت تستدعي طبيب اخصائي !!



وبعدها حقاً كانت الفاجعة !!!!

بينما
أنا منشغلة مع المرضى أتى رجلا يجري وآثار التعب عليه يحمل شخصاً تراءت لي
أنها طفلة محترقة أو غرقت في البحر!! وكانت مغطاة بــ (( البطانية ))

حينها صاح ممرض الطوارئ " عمر " ماهذا !!!!!!

وعندما دخل الرجل وضحت لي الصورة فقدت فوجئت انها " أمه " جثة هامدة دون حراك !!!!

وقام عمر بالكشف على النبض وصرخ قائلاً:

((no plus ))

وعلى الفور تم اطلاق جرس الـ (( cued blue))

وتم
نقلها إلى غرفة الإنعاش .. وما هي إلا لحظات ووجدت الطاقم الطبي من دكاترة
وممرضات يركضون ودخلوا تلك الغرفة .. وبينما أنا في طريقي للدخول قدماي لم
تعد قادرة على الحراك!! فوقفت عند باب الغرفة وما هي إلا " ثواني " وخرجت
الدكتورة قائلة :

استغفر الله العلي العظيم

أنا : في شنو؟!

هي : دي ميتة !!!

أنا لم أتفوه بكلمة .. وأكملت حديثها قائلةً : جابوها ميتة من البيت تقريبا ليها ساعتين !!!!!!!!!!!

راني الدكتور واقفة اخبرني : يمكنك رؤيتها إذا أردتي!!

دخلت
الغرفة ووقفت خلف الستار .. حركت رأسي قليلاً لليمين .. رأيت وجهها مصفراً
.. عيناها مفتوحتان ..فمها مفتوح .. جسمها متيبس وحجمه صغير ..عندها لم
استطع النظر وخرجت وأنا أقول:

الله يرحمها الله يرحمها



لا إله إلا الله محمد رسول الله

رحمك الله




لي عودة أخرى !!